كان عاصياً لله مقيم على المعاصي
وذات يوم وهو يسير فى الشارع بعد الفجر و قبل الشروق
إذا بسيارة مسرعة تصدمه
يقول :
"وكأنى أصبت بشلل فى كل جسمى إلا أنى أسمع كل شئ "
ثم نزل من السيارة شباب و أخذوا يتفحصونه
وقال أحدهم : لقد مات
ثم حملوه فى السيارة و ساروا به
حتى وصلوا إلى مكان ما بالقرب من القطار
فأخرجوه من السيارة
ووضعوه على قضبان القطار
يقول :
" وأنا أسمع كل شئ و لكنى لا أستطيع أن أصرخ أو أتحرك "
يقول :
"وظللت هكذا حتى سمعت صوت القطار فقلت
"ربى نجنى و لن أعود إلى المعاصى أبدا "
يقول :
" وإذا برجل يأتى فيقول
ما الذى وضعك هنا؟
و يسحبنى من على قضبان القطار
وقتها وقع اليقين فى قلبى فى قدرة الله عز وجل
إخوتاه
وبعد القصة
هل ستتوب ؟
أم أنك لن تتوب إلا على قضبان القطار ؟
الكثير لا يتوب إلا إذا وقعت مصيبة أو حدثت له كارثة
لما ؟
أخى / أختى فى الله
إنك لا تضمن أن تنجو من الكارثة
ألا تخشى أن تقول " رب ارجعون "
فيقول لك الله "كلا"
لقد انتشر كثيرا فى الفترة الأخيرة موت الفجأة وموت الشباب
ومنهم – أعاذنا الله و إياكم – من يختم له بالسؤ
فهذا يموت وهو يغنى
وهذا و هذا
والقصص كثيرة
فمتى ستعود إلى الله ؟
أما تستحى من ربك
"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل "
و أنت تسئ و تسئ ولا تتوب !
"إن الله يتنزل إلى السماء الدنيا فى ثلث الليل الأخير
فينادى :
هل من تائب فأتوب عليه ؟
أما آن الأوان لكى تتوب
هل من مستغفر فأغفر له ؟
أما آن الأوان لكى تتخلص من كل ذنوبك قبل أن تموت و تعذب بها
هل من سائل فأعطيه ؟
أما آن الأوان لتسأله أن يدخلك الجنة فتفوز فوزا عظيما
ما الذى يحول بينك و بين التوبة ؟
إياك أن تقول :
" أنا مازلت صغيرا و أعيش حياتى ثم أتوب "
أولا
كم من شاب مات وهو فى سنك و أصغر منك
و أنت لا تدرى متى يأتى ملك الموت
ثم
من قال أنك "عايش حياتك " ؟
والله لو ذقت يوما طعم الإيمان لما رضيت أن تتركه
ولو وضعوا الدنيا كلها بين يديك
هل تظن أنك تسعد حين تسمع أغنية أو تشاهد فيلم ؟؟؟
بالله عليك اصدق مع نفسك
هل أنت حقا تسعد بهذه الأشياء
هل تكون حقيقة سعيد من قلبك و أنت تضحك بصوت عال مرتفع و أنت تشاهد مسرحية ؟
هل أنتى حقا تكونين سعيدة حين ترتدين الثياب التى حرمها الله عليك
وتتحدثين مع هذا وتضحكين مع ذاك
وهذا يثنى على جمالك
والآخر على رقتك
و و و
فليكن كل منا صادق مع نفسه
ولتكن لحظة من الصدق
هل أنت حقا سعيد بذلك ؟
لا والله
إن ظلمة المعصية التى فى قلبك تحجبك عن السعادة الحقيقية
و إن شعرت يوما بشئ فظننت أنه سعادة
فما هو إلا وهم لأنك أصلا لا تعرف معنى السعادة
فهذه الفتاة التى تصادق شابا
كم من الألم تتألمه ؟
و هن أعلم بذلك
هذا الشاب الذى ينظر إلى ما حرم الله عليه
فى الشارع فى الفضائيات على النت
هل يسعد حقا بعد أن يشاهد ذلك ؟
هذا الذى يدخن هل يسعد حقا بعد أن يدخن ؟
كل من يفعل معصية هل حقا سعيد بهذه المعصية ؟
الواقع و من كلمات العصاة أنفسهم :
"لا"
ولكنهم يقولون
" مش قادرين نبطل معاصى "
و الآن أقول
لا تقدر
نعم تستطيع أن تتوقف عن المعاصى
أولا : الصدق " اصدق الله يصدقك "
إذا كنت صادقا حقا فى رغبتك فى التوبة فسيتوب الله عليك حتما
ثانيا : العزيمة
كما كنت تسعى جاهدا فى المعاصى اسعى للبعد عنها
ثالثا : العمل الصالح
إن النفس إن لم تشغلها بالطاعك شغلتك بالمعصية
فاستبدل كل معصية بطاعة جديدة لله
بدلا من أن كنت تسهر لتشاهد الأفلام
الآن ستسهر لتقوم الليل
بدلا من أن كنت تسمع الأغانى
ستسمع القرآن و الدروس الدينية النافعة
و هكذا
وليس أمامك طريق إلا هذا
إن كنت تريد الجنة و تخشى النار
ليس امامك طريق إلا ترك المعاصى و بسرعة
و الإلتزام بأعمال صالحة تمحو بها السيئات التى قد فعلتها
فهيا
أسرع
فملك الموت فى طريقه إليك
عد إلى ربك
{وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }
النساء110
نسأل الله أن يتوب علينا وعلى كل المسلمين
و أن يرزقنا حسن الخاتمة
آمين