ما أشبه اليوم بالبارحة
بين معركة أحد ومعركة غزة
بقلم الراجي من الله التوفيق: أبو الخير بن سعد
الجزء الأول ..
نحمد الله عز وجل ونحسن الثناء عليه ونصلي ونسلم على خير خلقه النبي القائد سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
منذ بداية معركة غزة كنا نتساءل؟ هل هذه المعركة هي معركة الأمة؟ أم هي لفئة دون أخرى ؟ هل هي معركة الفرقان كما أطلق عليها؟ هل أحداثها ومواقف الناس منا تشبه معركة بدر؟ أم أحد؟ أم الأحزاب؟ أم غير ذلك؟ وكنا بفضل الله نقول أن ظروف هذه المعركة وأحداثها فيها موافقات كثيرة لمعركة أحد وقبل أن نذكر بعضا من تلك الموافقات يجب أن ننوه أن التشابه لا يكون في الأعداد أو الأيام أو غيرها ولكن التشابه تطابق سنن الله في الحوادث ولبيان ذلك نلخص:-
أولاً : ما قبل المعركة :
1- الحسم العسكري في غزة :
قامت الحركة بالحسم العسكري والسيطرة على المقرات الأمنية وغنمت فيه الكثير من الغنائم (معلومات ، أسلحة ، ذخائر، عتاد ، أماكن ، معدات ، سيارات،...... الخ ) رغم رغبة كثير من السياسيين في الحركة بعدم اللجوء للحسم العسكري {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ } (7) سورة الأنفال، وما أشبه ذلك بمعركة بدر.
2- تآمر أطراف عدة :
كان التآمر قبل معركة أحد بين كفار قريش والمنافقين ويهود المدينة كبيراً وهائلاً , وقد أثار الحسم العسكري في غزة أحقاد كثير من المخالفين لأهل الحركة من الداخل والخارج وقد تآمرت أطراف عدة ( كفار ومنافقين ويهود ) على عملية عسكرية لإنهاء وجود الحركة في غزة واستئصالها من جذورها .
3- دور المرأة في التحريض على الحرب :
كان للنساء في معركة أحد دور كبير حيث كان لهند بنت عتبة ( زوجة أبي سفيان ) دور كبير في تحشيد وحث قريش على المعركة وحملت ( الحارثية ) لواء الحرب في المعركة بعد الهزيمة الأولى، وما أشبه ذلك بما حصل في معركة غزة فقد كان للنساء في هذه المعركة دور كبير( ليفني، رايس ) في تحشيد أطراف كثيرة لاستئصال الحركة انتقاماً لأحقاد سابقة ولتحقيق أهداف ومكاسب أخرى.
4- دور الداخل في التحريض :
كان ( عبد الله بن سلول ) مرشحاً لاستلام الحكم، وكان ُيصنع له تاج حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة وانتهى كل ذلك, فكان دور ابن سلول في المعركة قذرا،ً وكذلك موقف أبو عامرالفاسق ( الراهب )، وما أشبه ذلك بموقف ( دحلان ) الذي كان مرشحاً لاستلام الرئاسة بعد عرفات وتأجل ذلك لأسباب كثيرة وجاء الحسم العسكري لإسقاط كل أحلامه فكان دوره في هذه المعركة قذرا وكان ( كما ذكرت الأخبار ) يستعد للإنقضاض على غزة بمجرد انهيار الوضع الداخلي فيها بعد الضربة الأولى.
5- حب المواجهة :
أحب كثير من الصحابة بعد بدر أن يقاتلوا في سبيل الله وكانوا يتشوقون للقاء العدو كما قال أنس بن النضر رضي الله عنه ( لئن أراني الله مشهداً مع رسول الله ليرين الله كيف أصنع ) وقام الشباب بدور كبير في إقناع رسول الله بالمواجهة , حتى أنهم جعلوا رسول الله يخرج للقاء الكفار بعكس رغبته صلى الله عليه وسلم.
6- الأسرى :
كان للمسلمين في بدر أسرى وتم بعد الحسم العسكري خطف الجندي " شاليط ".
7- يوم البدء ويوم الانتهاء:
بدأت معركة أحد يوم السبت وانتهت في نفس اليوم وهذه المعركة بدأت يوم سبت وانتهت يوم سبت ( بعد 22 يوماً ).
يتبع الجزء الثاني ( في المعركة ) ..